قام مارتن لوثر بتعليق عريضته الشهيرة على باب كنيسة فيتنبرغ ، متضمنة خمساً وتسعين قضية جدلية ، أهمها بيع صكوك الغفران ، التي ادعى البابا أنها تغفر الخطايا ، واضعاً سلطة الكتاب المقدس في مواجهة التقاليد المتعلقة بأسرار الكنيسة ، مفجراً حركة الإصلاح الديني البروتستانتي .
فقد انطلق الإصلاح الديني من فهم يرفض ادعاء الكنيسة امتلاك السلطة الإلهية ، ما لم تكن مؤيدة بالكتاب المقدس ؛ ولذلك أُعلن المبدأ الأثير ” الكتاب المقدس وحده ” ، أي أن الكتاب المقدس هو مركز الحقيقة وموضع التقديس ، وليس إجتهادات كبار الباباوات ولا أعمال كبار القديسين ، وبالتأكيد على أن رجلاً عادياً مسلحاً بهذا الكتاب يُعد أعلى من البابا أو المجتمع المقدس من دونه .
وما دام القسيس الباباوي ، أي رجل الدين ينتمي إلى الكهنوت الكاثوليكي الذي يقف البابا على رأسه ، يمثل عقبة في طريق حركة الإنسان نحو الرب فلنتخلص منه ، وليكن كل فرد قسيس نفسه ؛ فمن الزعم الباطل افتراض أن الله القادر على كل شيء ، العليم بكل شيء ، يرضى بتدخل الكنيسسة في العلاقة بينه وبين مخلوقاته .
ثم إن الله أوضح نواياه في الكتاب المقدس ، الذي يستطيع كل شخص أن يطالعه بنفسه من دون وساطة القساوسة الذين اعتبرهم مجرد أدلاء بسطاء حتى لو كانوا أكثر علماً من غيرهم ؛ وعليهم أن يعيشوا كسائر الناس ويتزوجوا ويؤسسوا عائلة ، ومن ثم ألغي الأكليروس النظامي وحياة الدير ، بهدف تطهير الدين ، والعودة بالكنيسة إلى حياة البساطة الأولى .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.