ترقّى الإنسان في العقائد كما ترقّى في العلوم والصناعات. فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته. فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفر من عناصر الحقيقة في الأخرى.
وفي هذا الكتاب يتابع العقاد نشأة العقيدة الإلهية، منذ اتخذ الإنسان رباً إلى أن عرف الله الأحد، واهتدى إلى نزاهة التوحيد. وقد بدأه العقاد بأصل الاعتقاد في الأقوام البدائية، ثم لخص عقائد الأقوام التي تقدمت في عصور الحضارة، ثم عقائد المؤمنين بالكتب السماوية، وشفع ذلك بمذاهب الفلاسفة الأسبقين، ومذاهب الفلاسفة التابعين وختمه بمذاهب الفلسفة العصرية، وكلمة العلم الحديث في مسألة الإيمان. وكانت غايته منه العناية بالعقيدة الإلهية دون غيرها. فلم يقصد فيه إلى تفصيل شعائر الأديان ولا إلى تقسيم أصول العبادات لأن هذا الموضوع على حصره في نطاقه هو أوسع من أن يستقصى كل الاستقصاء في كتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.