أصدرت الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية American Academy of Neurology (أكثر الجهات في العالم تخصصًا في علوم المخ والأعصاب) بيانًا في ختام مؤتمرها الدولي السنوي الحادي والخمسين، والذي عقد في تورونتو في كندا في أبريل عام 1999، جاء فيه: “لا شك أن هناك فوارق في بنية وآلية عمل كل من مخ الرجل ومخ المرأة . إن التعرف على هذه الفوارق يفسر لنا الاختلاف في طريقة التفكير وفي السلوك بين الرجال والنساء ، كذلك فإن إدراك هذا الاختلاف يحقق تعاملًا أفضل بين الجنسين ، كما يعين على تقديم خدمة أفضل لكل منهما في مجالاتالصحة والتعليم وعلم النفس. وليس معنى وجود هذه الفوارق أن أحد الجنسين أفضل من الآخر ، بل إن الخسارة ستكون كبيرة لو حاول البعض أن يستغل إقرار العلماء بهذه الفوارق ليدعي تفوقًا لجنس على الجنس الآخر”.
وبالرغم من الحقائق العلمية التي طرحها البيان منذ عشر سنوات، فما زال الكثيرون منا يتبنون إحدى نظرتين تمثلان طرفي نقيض ؛ نظرة يطرحها الفكر المادي الغربي وييطر عليها مفهوم التماثل العقلي المطلق بين الرجال والنساء (وليس فقط مفهوم المساواة في الحقوق والواجبات )، ونظرة أخرى يدعمها إرث من الأعراف البيئية التي يجور كل منها على المرأة بطريقته الخاصة. ولا مخرج من هذا الواقع المتناقض إلا بالبحث عن الحقيقة وإظهارها وتأكيدهاوالترويح لها، ولا سبيل لذلك إلا بالعلم. إن الرغبة في الوصول إلى الحقيقة الكامنة بين هذين النقيضين هى الدافع وراء لإخراج هذا الكتاب…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.