هو سيرة ذاتية للمفكر الإسلامي الفذ أحمد أمين، يسرد فيها بأسلوب شيق ما مر به من تجارب في حياته بدءًا من مرحلة الطفولة والصبا التي قضاها في مدرسة أم عباس الابتدائية النموذجية التي شيدتها إحدى أميرات القصر الملكي، والتي انتقل بعدها إلى الدراسة في الأزهر ومدرسة القضاء، ومرورًا بمرحلة الشباب والرجولة التي تنقّل فيها بين مناصب القضاء والتدريس ثم انتهاءً بوصوله إلى الجامعة التي عُيِّن فيها أستاذًا وعميدًا لكلية الآداب، وقد عاصر أمين خلال تلك الفترة نخبة من عظام المفكرين المصريين أمثال: طه حسين، وأحمد لطفي السيد وغيرهم، ومزية هذا الكتاب أنه لا يطل بنا فقط على الحياة الشخصية للمؤلف، بل يطلعنا أيضًا على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية السائدة في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.
قال طه حسين عن هذه السيرة الرائعة لواحد من أهم رموز النهضة العربية الحديثة: “.. إذا لم يكن أحمد أمين مثلاً رائعًا للجد المنتج، والنشاط الخصيب، والمثابرة التي لا تعرف كللاً ولا مللاً، والمقاومة التي لا تعرف ضعفًا ولا فتورًا، والثقة التي لا تعرف شكَّا ولا ترددًا، فلا ينبغي للمصريين أن ينتظروا مثلا رائعًا من أي مواطن آخر.
وقال عنها أحمد حسن الزيات: “يجمع بين حسن الفكرة وجمال الصورة، ويلائم بين رزانة المعنى ورصانة اللفظ. وربما كان ذلك أظهر ما يكون في كتابه “حياتي” فإن تصويره البيت والسقّاء والمحدث والكتّاب والأزهر، وفى وصفه لأبويه وأخويه، وصديقيه عبد الحكيم محمد وعلى فوزي، وأستاذيه عاطف بركات ومس بور، لنماذج من البيان المطبوع الذي يشرق بنور العقل، وينبض بروح العاطفة، ويزهو بألوان الفن.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.