قصص اﻷنبياء

تبرز عظمة هذا الكتاب في كونه حق أولاً ؛ لأنه حكاية رب العالمين، الإله الحق الأعظم، الذي قوله الفصل ووحيه اليقين، وكلامه العدل، كما أن المبلغ عن الله تعالى هو الصادق المصدوق خير البشر وذلك ثانيا، وأما القصص فهي لصفوة الخلق وخيرتهم على الإطلاق،لأنبياء الله عليهم السلام، هداة العالمين ورحمة الله للناس أجمعين، مشاعل الهدى ومنارات النور في ظلمات الجهل وفتن الشهوات وصراعات الأهواء، ولذلك ما جاء ذلك الكتاب للتلهي والتسلية، وإنما جاء عظة وعبرة لأولي الألباب، ويثير في النفس التأمل والتفكر في سنن الحياة وقواعد الاجتماع البشري ومسيرة الناس عبر الزمان والمكان، ويفتح أعينا عميا وآذانا صمًّا وقلوبا غلفا لتتلقى عن الله عز وجل وحيه، وليقيم اعوجاج الفطرة وليصلح من شأن انحراف الخلق وفساد الطريق.