لعلّ أهمية الرواية التي اجتذبت ملايين القراء في العالم تكمن في أنها أصبحت جزءاً من ثقافة العالم الحية لسببين على الأقل، الأول: أن أحداث الحادي عشر من أيلول بدت كاستعارة لأنموذج للإرهاب الإسلامي (والإسلام من كل ذلك براء) بعد إرهاب هتلر وموسوليني وستالين، ولعل (آلموت) إشارة قوية إلى أن ابن الصباح وتنظيمه قد وجد صدى قوياً يتردد بقوة في أرجاء العالم مع ظهور تنظيم القاعدة الذي يتخذ الإسلام شعاراً لكل مشروعاته التدميرية، والسبب الثاني لأهمية الرواية، هو ما تحققه آلموت من متعة نقية في القراءة تماماً كما هي كل الروايات العظيمة، بالحبكة الدرامية الراقية التي تتعامل بمنتهى الاحتراف مع مثل هذه الموضوعات الأكثر حساسية، فخرج نص آلموت بخطاب متعدد من الممكن التعاطي معه كنص سياسي لما يتناوله من صراعات الحشاشين السياسية وتنظيماتهم العسكرية، أو كنص فلسفي عدمي حين يناقش ويحلل بعض مبادئ ابن الصباح وأفكاره التي منها على سبيل المثال “أن لا شيء حقيقي، وأن كل شيء مباح) فيحاول بارتول أن يردّ كل فلسفات ابن الصباح إلى تطبيقات من الفلسفة الحديثة أو القديمة، كما يمكن التعاطي مع آلموت كنص تاريخي مواز للوقائع التاريخية الأصيلة.
بمثل هذه المقومات الفنية والتاريخية انتشرت آلموت في الأدبيات العالمية انتشاراً كبيراً وبيعت منها عشرات الآلاف من النسخ في كل لغة ترجمت إليها، وكما يُروى عن بارتول قوله.. (إنه كان لديه شعور أثناء كتابة العمل أنه يكتبه ليس فقط لمعاصريه لكن أيضاً للقراء الذين عاشوا منذ خمسين سنة وأيضاً للقراء الذين سيعيشون بعد خمسين سنة..
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.