تتدافق الأفكار في عقل سوزان بقوة، اينسي تانكادو أنشأ برنامجاً يمكنه كتابة شيفرات غير قابلة للحل! كانت تحاول فهم الفكرة ولكن بصعوبة. “الحصن الرقمي”، قال ستراثمور: “هذا ما أطلقه عليه. إنه السلاح الأقوى المضاد للاستخبارات. لو أن هذا البرنامج وصل إلى الأسواق، سيتمكن حتى تلاميذ الصفوف الابتدائية مع المودم بإرسال شيفرات لا تتمكن (أن أس آي) من حلها ستصاب استخباراتنا بالضياع”. لكن أفكار سوزان كانت بعيدة كثيراً عن التضمينات السياسية للحصن الرقمي. كانت لا تزال تناضل لفهم وجودها. فقد قضت حياتها في تحليل الشيفرات، وتنكر بحزم وجود الشيفرة المطلقة. كل شيفرة قابلة للحلّ، مبدأ بيرغوفيسكي! شعرت وكأنها ملحد يتقابل وجهاً لوجه مع الله. “لو انتشرت هذه الشيفرة”، همست قائلة، “سيصبح تحليل الشيفرات علماً هالكاً”. أومأ ستراثمور: “هذه هي اقل مشكلاتنا”. هل يمكننا أن نرشي تانكادو، أعلم أنه يكرهنا، ولكن هل يمكننا أن نعرض عليه البعض في ملايين الدولارات؟ نقنعه ألا يقوم بالتوزيع؟ “ضمن ستراثمور: “بعض الملايين. هل تعلمين ما قيمة هذا الشيء؟ الحكومات كلها في العالم ستقوم بعرض الكثير من الدولارات. هل تتخيلين أن نخبر الرئيس بأننا لا نزال نسترق السمع على العراقيين ولكننا لم نعد قادرين على قراءة ما اعترضنا؟ هل لا يتعلق بـ(إن أس آي) فقط، بل إنه يخص المجتمع الاستخباراتي بأكمله، تقدم هذه المنشأة الدعم إلى الجميع (أف بي آي)، (سي آي آي)، (دي إي أي). جميعها ستصاب بالإحباط. سيصبح من غير الممكن ملاحقة شحنات تجار المخدرات، الشركات الكبيرة ستقوم بنقل الأموال من دون أي تعقب لأوراقها، وستترك (آي آر أس) من دون علم…”.
يبدو أن الحبكة الروائية بدأت بالتشابك عند هذا المأزق “اكتشاف الحصن الرقمي” الذي تحاول سوزان فليتشر الرئيسة في تحليل الشيفرات في النادي الأكثر سرية في العالم، وكالة الأمن القومي (إن إس أي)، والتي تحمل مستوى ذكاء عالٍ.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.