كتاب فيه من المواقف الفكاهية ما يضحك، ومن القسوة والعنف ما يرعب، ومن الحكمة ما يطرب، ومن سرد الحقائق ما يدعو للغضب. يقول تريفور، وهو كاتب ومذيع ومقدم برامج كوميدية، في بداية كتابه ملخصاً كل الأزمة التي وُلِد ليجد نفسه مجبراً على التعايش معها: “نشأتُ في جنوب أفريقيا في ظل نظام التمييز العنصري، وكان ذلك شيئاً في غاية الصعوبة لأنني رُبّيت في أسرة مختلطة، وكنت أنا الشخص المختلط في تلك الأسرة. كانت أمّي، باتريشيا نومبويسيلو نوا، امرأة سوداء، وكان أبي، روبرت، رجلاً أبيض، بدقة أكبر سويسري ألماني. وخلال فترة نظام التمييز العنصري، كانت إقامة علاقة جنسية مع شخص من عرق آخر تعتبر واحدة من أسوأ الجرائم التي يمكن للمرء أن يرتكبها. ولا داعي للقول إن أبي وأمي قد اقترفا هذه الجريمة”.
وهكذا يحكي كيف أمضى طفولته ومراهقته بين أناس فقراء ولكن يحيون حياة غنية بالتجارب، القاسية نعم ولكنها علمته أن يبذل جهده كي لا يفقد إنسانيته. ولا يدع الألم يوقفه. ولتبقى نصائح أمه وحكمتها هي ما أنار دربه دوماً “تعلّم من ماضيك وكن أفضل بسبب ماضيك، لكن لا تبكِ على الماضي أبداً لأن الحياة مليئة بالألم. دع الألم يشحذ همتك، لكن لا تتمسّك به. لا تكن حقوداً”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.