عندما استيقظ رقيبُ الكُتبِ من نومِه ذات صباح، مُمتلئًا بكلماتِ الآخرين، وجدَ نفسه وقد تحوَّل إلى قارئ.
كان مستلقيًا على ظهرهِ، يحسُّ بتصلّبٍ مؤلمٍ في رقبته، وحين رفع رأسه قليلًا، استطاع أن يرى مئات الكتبِ التي تحاصرُ سريره؛ كتبٌ لا يذكرُ أنه أتى بها. لا يذكر كيف، لا يذكرُ متى. كان متأكدًا من كتابٍ واحدٍ أو اثنين، ثمَّ حدث هذا الشيء. الكتبُ تكاثرت في الليل؛ تبرعمت، انشطرت، أو ربما تضاجعت. تراكمت فوق بَعضها البعض، صنعت أبراجًا تحاذي الجدران، وطوّقته من كل مكان.
يتذكرُ، على نحوٍ غامض، أن الكُتب طردت زوجتهُ خارجًا. لكنه لا يدري هل حدث ذلك بالأمس، أم قبل مليون عام؟ كان مكانها في السّرير فارغًا. وفي الغبش الذي يغشي ذاكرته، يتذكرُ أنها غادرت فراشهُ وقد احمرَّ وجهها من الغيظ، بسبب كتابٍ لم تنتبه إلى وجوده تحت الغطاء، ارتطمَ به مرفقها فآلمَها. لم يكن متأكدًا من صِحة تلك الرواية، فالأرجح أنَّ الكتاب قد عضّها.
لا يذكرُ الكثير مما حدث، وشأنهُ شأن المدمنين عندما يعودون إلى صحوِهم، كانت الليالي هي الأسوأ.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.