في هذا الكتاب نُقدِّم مع كلّ حكاية قِيمَةً تربويةً وفكرةً عمليّةً، بحيث تترك بَصْمَةً إيمانيّةً وتربويّةً في قَلْبِ الطفل وعَقْلِهِ، فإذا أمْسَكَ بالقَلَم يتَذَكَّرُ قَلَمَ زَكَرِيَّا عليه السلام ويَشْعُرُ بأهَميّة القِرَاءَةَ والكِتَابَةَ، وإذا جَلَسَ على المائدة يتذكر المَائِدَةَ التي نَزَلَت من السّمَاء مُعْجِزَةً لِعِيسَى عليه السلام ويَشْكُرُ الله على هذه النّعْمَة، وعندما يَسْتَقْبِلُ الضُّيُوفَ يتذكّرُ ضَيْفَ إبراهيم علية السلام وإكْرَامِهِ لهم، وعندما يَشْعُرُ بالخَوْف يَتَذَكَّرُ خوفَ مُوسَى عليه السلام فَيَطْمَئِنّ قَلْبُهُ ويُعَالِجُ خَوْفَهُ باللجُوءِ إلى الله، وعندما يرى الكَعْبَةَ يَتَذَكَّرُ مُساعدة إسْمَاعِيلَ لأبيه إبْرَاهِيم في بِنَائِهَا، ويَقْتَدِي به في مُسَاعَدَةِ وَالِدَيْهِ، وعندما يشرب يتذكر صَبْرَ طَالُوتَ وجُنُودِهِ الذين كان منْ بَيْنِهم دَاوُد، فَيَجْتَهِدُ في الصبر اقْتِدَاءً بهم ، ويتعاملُ مع أخيه بِمَحَبَّةٍ وتَسَامُح اقتداءً بقصّةَ مُوسَى وهَارُون عليهما السلام، ويحبُّ التَّوْبَةَ والاسْتِغْفَارَعندما يَسْمَعُ قصَّةَ آدَمَ عليه السلام مع الشَّجَرَةِ، ويَجْتَهِدُ في طَلَبِ العلم اقْتِدَاءً بيُوشَع بن نُون، ويُحِبّ الدعاء من خِلَالِ قِصَّة إبْرَاهِيم.
وهكذا يرتبط الطفل بِحَيَاة الأنْبِيَاء من خِلَالِ الحِكَايَات وما فيها من قِيَم تربويّة وأفكار عمليّة، وَيَتَذَكّرُ الأنبياء كلَّمَا نَظَرَ هُنَا أو هُنَاك، ويُحِبُّهُم ويَجْتَهِدُ في الاقْتِدَاءِ بهم (بما يُناسب عُمره وقُدُرَاتِه )، ويَشْتَاقُ للقَائِهم في الآخرة إنْ شاءَ الله.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.