عندما أزالت ثورة الاتصالات المعاصرة الحواجز بين الثقافات والحضارات، غزا الإلحاد الغربي المعاصر عقول بعض شبابنا، فصرنا نلتقي بهذا الفكر في المدارس والجامعات والتجمعات الشبابية والإعلام و… ، ولخطورة القضية، يتناولها الكتاب بالتفصيل، فيبدأ بدراسة تحليلية متعمقة لمختلف ظواهر الوجود (الكون – الحياة – التطور البيولوجي – العقل الإنساني – الدين – الأخلاق)، ليحدد العلاقة الحقيقية بين الألوهية والعلم “صراع” أم “وفاق”؟، ثم يتصدى الكاتب لآراء أعمدة الإلحاد في الغرب، وعلى رأسهم البيولوجي البريطاني ويتشارد دوكنز، ويتبع ذلك بجولة مع الإلحاد في العالم الإسلامي، ويطرح علينا خبرته الشخصية في مناظرة العديد من الملاحدة العرب وغير العرب، ويخرج علينا – لأول مرة – بتصنيف لدوافع وأنماط الإلحاد لدى هؤلاء، مع أسلوب التصدي لكل من هذه الأنماط، وفي المقابل، يأخذنا الكاتب في جولة مع الرحلات الإيمانية لبعض كبار المفكرين الذين كان العقل هاديًا لهم في طريقهم إلى الله.
ويختم المؤلف كتاب خرافة الالحاد بطرح المنهج الواجب اتباعه للخروج من مستنقع الإلحاد متضمنًا الخطوط العريضة لتجديد الفكر الديني الخارق في الجمود والتقليد والذي ساهم في نشأة هذه الظاهرة، ونلمس بوضوح عبر صفحات الكتاب قلق المؤلف الشديد لإلحاد بعض شبابنا قرارًا مصيريًا رافضًا في أخطر قضايا الوجود الإنساني، وهي قضية الألوهية، دون أن يولوها حقها من الدراسة والاهتمام، لذلك يقدم المؤلف لقرائه هذا الكتاب المنفرد في تناوله، ليسد به عجزًا خطيرًا في المكتبة الغربية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.