كتاب تراجم عام وهو عمل كبير والمؤلف الثاني للذهبي من حيث الحجم بعد كتاب تاريخ الإسلام. وتراجمه مرتبة بحسب الطبقات 20 سنة بما مجموعه 35 طبقة.
وما ترجم الذهبي في الكتاب لفئة واحدة من الأعلام، بل ترجم لأنواع مختلفة منهم، خلفاء وملوك وسلاطين وأمراء وقادة وقضاة وفقهاء ومحدثين وأهل اللغة ونحاة وأهل الأدب وشعراء وأهل الفلسفة مع أنه أكثر من الترجمة لأهل الحديث وكانت عنايته بهم أكبر. وتراجمه لم تكن خاصة بقطر دون آخر أو عصر قبله دون غيره بل اعتنى بكل أقطار الإسلام شرقا وغربا وبكل عصور الإسلام قبله.
واهتم الذهبي في كتابه بجرح الرجال وتعديلهم بحسب قواعد علم الجرح والتعديل ومنهجه العلمي ليستفيد منه أهل الحديث في معرفة الموثوقون من الضعفاء فيتميز الحديث الصحيح من الضعيف. وقد اقتفى الذهبي أثر أئمة هذا الشأن قبله علي بن المديني ويحي بن معين وانفرد بأسلوبه الخاص في التعاطي مع تراجم الرجال حتى مع من ليس لهم علاقة برواية الحديث وصار إماما في الجرح والتعديل وله كتاب قيم آخر ميزان الاعتدال.
وقد حفل كتاب سير أعلام النبلاء بانتقادات متنوعة ومتعددة للمترجم لهم طالت مجالات عدة بينت أحوال الرجال والموارد التي اعتمدوها في نقولاتهم فنبهت إلى الأوهام فيها.
وقد رأى البعض من أهل عصر الذهبي مثل تلميذه عبد الوهاب السبكي أنه بالغ وغالى في جرح بعض المترجم لهم.
وننبه على أن كتاب السير ليس اختصارا لكتاب تاريخ الإسلام وإن كانت جل التراجم موجودة فيه فهناك فرق واضح للمطلع على الكتابين، فقد أثرى مادة تراجم السابقين الأولين في السير عنه في كتاب تاريخ الإسلام. وقد جعل كتبه عن بعض الأعلام ضمن السير كأبي حنيفة وأبي يوسف وسعيد بن المسيب وابن حزم متميزا بذلك في هذا الباب عن كتاب تاريخ الإسلام. وبداية السير بالسيرة النبوية ثم الراشدون الخلفاء وبعدها ترجمة المبشرين العشرة ثم غيرهم من السابقين الأولين فمن وراءهم فالتابعون وتابعوهم إلى أن انتهى بقليج قان ابن الملك المعز أيبك.
كلمات للبحث:
سير اعلام – مجموعة سير أعلام
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.