أو بداية كل الحكايات
في أحد أيام صيف عام 2021، قرر سلمان بلدي أن يعود إلى دمشق، بعد مضي أربعين سنة وشهرين وسبعة عشر يومًا على مغادرته سوريا سنة 1970 بجواز سفر مزور، واستغرق ستة شهور أخرى ليتأكد أنه لا توجد بحقه مذكرة إعتقال عندما يعود، فقد قرأ قصصا عن مغتربين أدى حنينهم ورغبتهم في العودة إلى وطنهم، أو أحابيل وخدع أجهزة المخابرات إلى اعتقالهم ما إن وضعوا أقدامهم خارج باب الطائرة، فتريث سلمان حنى يتاكد تماما من أن كل شيء على ما يرام، مع أن القيام بذلك من روما كان في غاية الصعوبة.
كان سلمان قد نسى معظم ماضيه الحافل في سوريا، ويعيش الآن في روما سعيدًا مع أسرته، لكنه لم ينس قط السبب الذي جعله يهرب من بلده، إطلاق التنار، الشرطي الذي أصيب إصابة بالغة، ثم هزيمة مجموعته وهربه، والخوف من الاعتقال الذي نجا منه في آخر لحظة، كانت كل هذه الذكريات تراوده في كوابيسه، كل ليلة تقريبًا خلال سنواته الأولى في المنفى، لكنها بدأت تتلاشى وتختفي مع الزمن.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.