إن عيد عشاب الذي انسحب من الدنيا وسيلفيا التي تقف على القبور المنسية تقضي الوقت وهي تدور حول قبر أبيها في المقبرة المسيحية لتعاتبه على حماقاته القاتلة، قبل أن تنزلق إلى قبر عيد عشاب لتقضي يومها بجواره تطرح السؤال الذي لم تجد جواباً عليه: ما الذي جمع بين عيد وبين والدها في العالم الآخر، وهل يلتقيان هناك بعد أن احتضنتهما نفس التربة التي رفضاها في الحياة.. إن سيلفيا وهي تقوم بطقسها الأسبوعي تبحث عن حلم أحبطته العصبيات والعقليات المتعصبة وهي تبحث بلا جدوى وليس أمامها بعد أن فقد الواقع جدواه سوى أن تقلب صفحات فارغة مصفرة لعلها تجتاز باب “طوق الياسمين”، وتتمنى لو أن عيد عشاب كان تافهاً أو عادياً لتمكنت من نسيانه بسهولة لكنه وهو الذي عاش ما كسب، مات ما خلى، لم يشبه أحداً ولم يكن أحد يشبهه.
تكون الكتابة إن لم تهدف إلى إحداث تغيير عميق في النفوس واستفزاز العقول لكي تثير غبار الأسئلة من حولها. وها هو واسيني الأعرج بلغة صوفية مستمدة من عالم الأحلام ينفض الغبار عن عالم مختفٍ منسي، يقلب صفحات طوق الياسمين باحثاً عن أجوبة لأسئلة طالما شغلت الإنسان من الأزل مقتفياً أثر الحقيقة عله يمسك بها، مجتازاً بوابات العبور، ممتطياً الريح أو البحر إلى حيث يستطيع المرء أن يموت بدون خوف.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.