يثير هذا الكتاب الصعوبات التي تواجه حضارتنا، تلك الحضارة التي يمكن بما هي نزوع إلى تحقيق ما هو إنساني ومعقول، وتحقيق المساواة والحرية، ويحاول أن يبين أن هذه الحضارة لم تفق بعد من صدمة ميلادها، صدمة التحول من «المجتمع القبلي» أو «المغلق»، بما وقع له تحت سيطرة القوى السحرية، إلى «المجتمع المفتوح» الذي يطلق قوى الإنسان النقدية.
يخلص بوبر إلى أن «السلطة مفسدة، ومن ثم فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة. يراجع كارل بوبر الجذور العميقة للثقافة الغربية وينتقد أفلاطون بوصفه «الفيلسوف المقدس».
يواصل بوبر تقديمه لـ “الهندسة الاجتماعية التدرجية” في مقابل التيارات الفكرية والسياسية التي تتبنى الفكر الشمولي (في منطقتنا العربية، أيضا عرفنا، ولا تزال توجد، حركات رجعية تيتند إلى إيديولوجيات أصولية أو ديكتاتورية). فانتقادات بوبر لأفكار وفلسفة أرسطو وهيجل وماركس – وفلسفة أفلاطون في الجزء الأول – هي انتقادات للتصورات الماضوية القبلية التي تتبنى الدكتاتورية وتعادي المجتمع المفتوح وتسعى إلى هدم الحضارة وترويج لا عقلانية، قاطعة، نهائية، مغلقة.
وفي اللحظة الراهنة حين نبحث عن المجتمع المفتوح والتعددية، نجد أن فهم الشمولية، وأهمية ودلالة الكفاح لمواجهتها، تبدو قضايا ملحة ونحن نشهد هجوما رجعيا يجعل الماضي “القبلي” نموذجا طهرانيا بريئا من أية ملابسات تاريخية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.