هذا الكتاب يجدد مقولة ثيودور أدورنو التي أكد فيها أن التاريخ يعلمنا أن ثمن البقاء هو تحويل الأفكار إلى أداة لبسط السيطرة والهيمنة .
فالإبحار الذي بدأته مع هذا الكتاب كان يستحق العناء ومن أول شواطئه – ولا أقول شاطئه – عابر عبابه ماضياً إلى آخر قطرة فكر فيه وآخر صدفة أفتحها أتحسس جوهرها ثم ٍ راس بعد ذلك على رماله ، مطرقاً غير مرهق ، ٍ مبد دهشتي أمام نفسي من عظمة الفكر – مجرد الفكر – وهو يصوغ العقول ويحرك الماء الراكد ، وإن كان هذا الماء محمياً بالسلطة والكهنوت والجبروت وتهديد الوجود.
لقد كان درساً في بسط هيمنة الأفكار حقاً فأنت ترى الكتاب ُيفصح في ظاهره عن حياة جمعٍ من الفلاسفة الكبار كفولتير وروسو ويفسح لهم مساحة كبيرة منه إلى جانب مفكرين آخرين ، ولكنك ترى حقيقة الكتاب حقاً تتجلى في بناء الأفكار وتهذيبها ومحاورتها ومراوغتها والأخذ والرد وإباحتها أحياناً ومنعها أحايين كثيرة ، وفي النهاية تثبيتها وقلع غيرها
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.