نظرة تأملاتية من القاع
“لا أدري إن سبق وسنحت لك الفرصة بزيارة متحف مصاصي الدماء في فرنسا بالقرب من مقبرة الباحث الفرنسي “جاك سرجنت” في بير لاشيز، الذي وضع تصورًا فذًا لمصاصي الدماء وتقاليدهم في أركان هذا المتحف الفريد، وصرت تجول متوجسًا بين تماثيل آل دراكولا، ومن التمس دربه وخطا خطاه، لينتابك حينها شعورٌ بالرعب والخوف تارةً، وشعورٌ آخرٌ بالغثيان، وربما بالقيء في فم أحد التماثيل هناك تارةً أُخرى.
أم رأيت نفسك فجأة في قاعات متحف الشيطان في ليتوانيا الذي أسسه الفنان الرجيم “زمويدزينافيتسيوس”!، لترى تصورات البشر هناك في أكثر من ٣٠٠٠ قطعة فنية ولوحة وتمثال لهذا المخلوق الجهنمي، ابتداءً بعيونٍ جواحظَ تراقبك في تجوالك وانتهاءً بتماثيلَ لإبليسيِ العالم الحديث “هتلر” و”ستالين” فوق تلّةٍ من الجماجم والظنابيب وعظام الفخذ المكسرة!
أو ربما ساقتك قدماك عن غير قصد إلى متحف المومياوات في “غواناخواتو” في المكسيك أو حتى نظرت فقط إلى صور مقتنياته في بحوث السيد “غوغل” على الإنترنت، ورأيت الجثث مترامية في زوايا المكان هنا وهناك، لا صخب، لا عويل، هدوء مقيت يقبض على قلبك، ويسحبه للأسفل في كل نظرة ترميها إلى وجوههم الفاتنة بالرغم من عدم تبرجها بـ”اللحم والجلد”، في مشهدٍ يحث لب الكظر في أحشائك على ضخ Extrashot من الأدرينالين في دورتك الدموية!
لكنك بالتأكيد لم تتشرف بعد “عزيزي القارئ” بزيارة لمتحف “قسم التشريح” في سنة أولى طِب! ولم تعش لحظة الدخول بقدمك اليمنى إليه – كما أوصتك أمك! – وعيناك تذرفان الدموع حرقةً، لافرحةً بتحقيق الحلم بعد عناء، بل بسبب عطر “الفورمول” الذي يغزو المكان من حولك..
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.