حرب الفن

اللحظة التي يتحوَّل فيها الفنَّان إلى محترِف لحظة ملحميَّة لا تختلف في شيءٍ عن لحظة ولادة طفله الأول. بضربةٍ واحدةٍ يتغيَّر كلُّ شيء.

ويمكنني أن أقول بكلِّ صدقٍ إن مسار حياتي مقسَّم إلى جزأين: ما قبل الاحتراف وبعده. عندما أقول «محترِفين»، فأنا لا أعني الأطباء والمحامين، أي «أصحاب الحِرَف»، بل أعني المحترِف كفكرة، المحترِف مقارنةً بالهاوي، ففكِّر في الاختلافات الشاسعة بينهما.
الهاوي يلعب على سبيل التسلية، أما المحترِف فيلعب ليتفوَّق في اللعبة طوال حياته.
الهاوي يعتبر اللعبة هوايته، والمحترِف يعتبرها مهنته.
الهاوي يلعب بنصف دوام، والمحترِف بدوامٍ كامل.
الهاوي يدخل الحرب في عطلة نهاية الأسبوع فقط، أما المحترِف فيخوضها سبعة أيام في الأسبوع.